حمية خلال اجتماع المنظمة الدولية للطيران المدني: الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية فاقت الـ ١٠٨٨٧ خرقاً وشكلت تهديداً خطيراً لسلامة الطيران المدني ما يستلزم خطوات رادعة
شارك وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال الدكتور علي حمية مع وفد مرافق، في الاجتماع الـ ٤١ للمنظمة الدولية للطيران المدني ICAO في مونتريال -كندا، مستعرضاً أمام المشاركين، الانتهاكات التي يمارسها العدو الإسرائيلي للأجواء اللبنانية، مؤكداً أنّها “تُعدُّ انتهاكاً صارخاً لمعاهدة شيكاغو للعام ١٩٤، والتي تكفل السيادة الحصرية والكاملة للدول على مجالها الجوي”، مطالباً الدول الأعضاء بـ”تحمل مسؤولياتها للتصدي للمخاطر الناجمة عن هذه الانتهاكات على الطيران المدني وعلى الأجواء اللبنانية”، مشدّداً على “ضرورة تحميل العدو الإسرائيلي مسؤولية اعتداءاته واتخاذ الإجراءات الرادعة تجاهه وصدور الإدانة الصريحة له من قبل المنظمة”.
وضم الوفد اللبناني المشارك، سفير لبنان لدى كندا فادي زيادة، المدير العام للطيران المدني فادي الحسن، قنصل لبنان العام في مونتريال طوني عيد، رئيس مصلحة الملاحة الجوية كمال ناصر الدين ورئيس مصلحة سلامة الطيران المدني عمر قدوحة.
وألقى الوزير حمية كلمة لبنان في الدورة الحادية والأربعين للجمعية العمومية، قال فيها: “شرفني بداية أن أعرب عن خالص تقديري لاتاحة الفرصة لي للتحدث في الدورة الواحدة والاربعين للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي. وبهذه المناسبة، أتقدم بالنيابة عن الحكومة اللبنانية بشكر دولة كندا حكومة وشعباً، ومدينة مونتريال التي تحتضن هذه المنظمة، على حسن الضيافة وكرم الاستقبال. كما أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن فائق تقديري للأمانة العامة وأجهزة الايكاو على تنظيم هذه الدورة، التي تندرج في إطار المساعي الحثيثة لمواكبة كافة التطورات التي يشهدها قطاع الطيران والنقل الجوي، لا سيّما تعزيز مبادرة “عدم ترك أي بلد وراء الركب” No Country Left Behind التي ترمي إلى مساعدة الدول على التنفيذ الفعال للقواعد والتوصيات الدولية والسياسات الخاصة بالإيكاو والتي استفاد منها لبنان لتعزيز خبراته وقدراته في مجال الطيران. ويفتخر لبنان بأنّه من بين الدول الـ 52 التي شاركت في مؤتمر شيكاغو، ومن الموقعين الأوائل على الاتفاقية عام 1944، وبأنّه دولة مؤسسة للايكاو منذ نشأتها عام 1947، وعضو في مجلسها التنفيذي على مدى 54 عاماً منذ العام 1953 حتى العام 2007. ولا يسعني في هذه المناسبة الا توجيه تحية لروح شخصية كبيرة من بلادي وفي عالم الطيران، هي الدكتور أسعد قطيط، التي جسدّت التزام لبنان بمبادئ وقوانين الطيران المدني الدولي من جهة، وساهمت في اعلاء شأن هذه المنظمة العريقة”.
أضاف: “انطلاقاً من هذه الشواهد والثوابت، نشدد على التزام لبنان الدائم كافة معايير ومقاييس السلامة والإجراءات الأمنية في مطاره وضمن حدود أجوائه والعمل على تنفيذ التوصيات الصادرة عن المنظمة، بما يتوافق مع قوانين الطيران المدني اللبنانية المعتمدة وتحت سقف سيادته على كامل أراضيه وضمن حدود قدرته وامكاناته. كما نؤكد استمرار لبنان بمتابعة عن كثب، برامج التدقيق لمنظومات الأمن والسلامة والملاحة الجوية وحرصه على المساهمة في تطوير افق التعاون مع مكتب التعاون الفني Technical Cooperation Bureau حيث نسعى – نظراً للتجارب الناجحة سابقاً- إلى تنفيذ العديد من المشاريع المستقبلية حسب بنود الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة معهم ونأمل في تطويرها لتشمل في القريب العاجل تحصين ودعم خدمات الملاحة الجوية وعامليها ومساعدة سلطات الطيران المدني في تنفيذ العديد من المشاريع والخدمات الضرورية للحفاظ على سلامة وأمن الحركة الجوية والعمل على التحسين المستمر لمستوى الخدمات في المطار وفي قطاع الطيران اللبناني في شكل عام”.
وتابع حمية: “لقد شكل لبنان، من خلال موقعه الجغرافي الاستراتيجي، همزة وصل بين الشرق والغرب، عبر التاريخ القديم والحديث، إن من خلال موانئه، أو من خلال مطاره الدولي، وبالرغم من تحرير معظم ارضه عام 2000، بقيت حدوده مستباحة لطائرات العدو الإسرائيلي، والتي تقوم بشكل شبه يومي بخرقها، وأحياناً الاقتراب من الطائرات المدنية التي تعبر الأجواء أو تستخدم المطار، كما أنّها قامت مؤخراً بشن غارات بالصواريخ على الأراضي السورية انطلاقاً من الأجواء اللبنانية غير آبهة لما قد تؤدي أعمالها العدائية إلى تعريض سلامة الطائرات المدنية التابعة لجميع شركات الطيران العالمية للخطر. وفي هذا الاطار، وفقاً لتقرير صادر عن قيادة الجيش اللبناني في أيلول 2022، حصل 10887 خرقاً جوياً إسرائيلياً معادياً خلال الأعوام العشرة الأخيرة”.
وقال: “انطلاقاً مما تقدم، واستناداً إلى الدور المنوط بالايكاو، وعملاً باتفاقية شيكاغو والقوانين ذات الصلة:
– يؤكد لبنان أنّ هذه الانتهاكات تشكل انتهاكاً لمعاهدة شيكاغو، لا سيّما المادة الأولى التي تؤكد على السيادة الحصرية والكاملة للدول على مجالها الجوي.