بعد اللقاء “العاصف”هل ينقلب “التيار” على “المبادرة الفرنسية”؟!
لم تحمل زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسيّ جان إيف لودريان أيّ جديد، يمكن أن يشكّل “خرقًا” في المشهد الرئاسي “المجمَّد” ما قبل عملية “طوفان الأقصى”، التي يقول البعض إنّها “رحّلت” استحقاق الرئاسة اللبنانية إلى ما بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، وتبعاتها اللبنانية سواء على صعيد الجبهة الميدانية المشتعلة جنوبًا، ولكن أيضًا على مستوى الجبهة السياسية التي تنتظر “انعكاسات” الحرب عليها.
وخلال زيارته، كرّر لودريان ما فعله في جولاته السابقة، فالتقى مختلف الأطراف ، مستمعًا لما لديهم، كما كرّر دعواته لانتخاب رئيس للجمهورية، في أسرع وقتٍ ممكن، من دون أن يتبنّى أيّ مرشّح، وكرّر أيضًا دعواته للحوار والتشاور، من أجل التفاهم على الرئيس العتيد، وإن أضاف إلى ما تقدّم، ضرورة “فصل” الاستحقاق الرئاسي عن الحرب الإسرائيلية في غزة، كما ضرورة “تحصين” الساحة الداخلية لمواجهة كل الاستحقاقات.
لكنّ زيارة لودريان لم تتمحور حصرًا حول الملف الرئاسيّ، وفقًا لبعض المؤشرات، لعلّ أبرزها اللقاء “العاصف” الذي جمع المبعوث الفرنسي برئيس “التيار الوطني الحر جبران باسيل ، والذي لم يدم سوى دقائق قليلة، خرج بعده الأول “غاضبًا”، بعد سجال اندلع بينهما على خلفية ملف استحقاق قيادة الجيش الداهم، فأيّ تبعات لهذا اللقاء على العلاقة الثنائية؟ وهل ينقلب “التيار” على “المبادرة الفرنسية”، وقد كان من الداعمين المفترضين لها؟
حيث شكّل اللقاء القصير والعاصف بين المبعوث الرئاسي الفرنسي ورئيس “التيار الوطني الحر” علامة فارقة في العلاقة بين الجانبين، التي حُيّدت في السابق عن الاختلافات، حتى إنّ أيّ مشهد مماثل لم يحصل حتى حين اتُهِمت باريس بـ”تبنّي” ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، حيث نأى “العونيّون” بأنفسهم عن “الحملات” التي شنّها بعض قوى المعارضة على باريس ، ولم يتّهموها كغيرهم بـ”الانحياز والتحوّل إلى طرف” في المعادلة
حيث عبّر المبعوث الرئاسي الفرنسي عن موقف مؤيد للتمديد للقائد الحالي العماد جوزيف عون، وهو ما رفضه باسيل بالمُطلَق، حيث اعتبره تدخّلاً في استحقاق يفترض أنه داخليّ، وبطريقة تناقض المبادئ والثوابت الفرنسية، لجهة التمسّك بالدستور والقانون، ولا سيما أنّ “التيار” يعتبر أنّ هناك بدائل قانونية يمكن الذهاب إليها.
علمًا أنّها جاءت “متأخّرة” عن موعدها المحدّد منذ نحو شهرين، كما تندرج في سياق المحاولات الفرنسية للمحافظة على “الدور” في المنطقة، من البوابة اللبنانية الأقرب. من هنا، فـ”لا خرق” متوقّعًا بعد الزيارة، على مستوى الرئاسة، التي يبدو أنها ستبقى مجمّدة، حتى إشعار آخر!