جميع المؤشرات القادمة سواء من تل أبيب أو غزة تؤكد أن الجيش الإسرائيلي يعاني مشكلة كبيرة تمنعه من مواصلة القتال في القطاع؛ وأبرز أسباب ذلك ضعف الروح المعنوية لدى الجنود والضباط.
واحد من الأسباب الدالة على انخفاض الحالة المعنوية ومحاولة قادة الاحتلال عدم انحدارها أكثر هو عدم الإعلان عن الخسائر الحقيقية بالأرواح التي تكبدها الجيش في غزة.
وأظهر الموقع الرسمي لجيش الاحتلال أن حصيلة القتلى في صفوفه ما بين ضباط وجنود بلغ 430 قتيلاً، منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، و107 عسكريين قتلى منذ بدء التوغل البري في 27 تشرين الأول الماضي.
لكن تلك الأرقام يُجمع المراقبون على أنها ليست حقيقية، لا سيما أن ما تبثه كتائب القسام من مقاطع فيديو لعملياتها ضد الجنود الإسرائيليين، يؤكد أن أرقاماً كبيرة لعدد الضحايا الذين سقطوا في صفوف الإسرائيليين لم يُكشف عنها، يضاف إليها عدد كبير آخر من الآليات العسكرية المختلفة التي خرج العديد منها من الخدمة.
انخفاض معنويات الجيش الإسرائيلي يؤكده هروب اثنين من القادة الإسرائيليين الكبار خلال اشتباكات مع عناصر من كتائب القسام في غزة، في وقت يتطلب أن يكون القادة مثالاً للجنود في ارتفاع المعنويات القتالية.
وفعلياً، فقد اتخذ الجيش الإسرائيلي قراراً بإقالة القائدين العسكريين إثر هروبهما؛ لتسببهما بخسائر كبيرة بعد وقوع قوتهما في كمائن الفلسطينيين بغزة.
وبحسب موقع “واي نت” الإسرائيلي، فإن قائد سرية ونائبه أقيلا بعدما انسحبا من معركة وقعت في شمال غزة، في أوج العملية البرية؛ إثر مواجهة سريتهما عشرات المقاتلين الفلسطينيين.
ووفق “واي نت”، فإن القضية خلقت أزمة شديدة بين قادة السرية والمقاتلين الذين يخدمون تحت إمرتهم، حيث قرر نصف الجنود بالوحدة المذكورة عدم العودة للخدمة فيها تضامناً مع قائدهم، الذي أبعده الجيش.
اللواء المذكور فقد الكثير من جنوده خلال المعارك في غزة، من بينهم أحد كبار الضباط، فضلاً عن إصابة آخرين بجراح متفاوتة، إضافة لإصابة الكولونيل المسؤول عن اللواء، بحسب “واي نت”.
أما جنود السرية، الذين بقوا دون القيادة التي فرت من المعركة فقالوا للموقع الإسرائيلي: “دخلنا إلى منطقة ملغمة، وكان هناك العديد من المخربين (مجاهدو حماس) وقاموا بإطلاق صواريخ من طراز (آر.بي.جي)، ولم يتوقف إطلاق النار الكثيف بتاتاً”.
وشكلت عملية “طوفان الأقصى” صدمة كبيرة عسكرية واستخباراتية للاحتلال وقادته، وأدخلت كل مفاصل دولة الاحتلال في حال ارتباك غير مسبوق.
حيث دخل المعركة مع حماس وهو غير جاهز، وينقصه كثير من الخبرة الكافية والتدريبات، والذي انعكس على أدائه في غزة وسجل فشلاً كبيراً وإخفاقات أدت لإقالات عدد منهم”.