ما مدى جدية التهديدات الإسرائيلية بتسوية لبنان بالأرض؟
تعليقاً على تحليق الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة فوق بيروت، ومختلف المناطق اللبنانيّة، رأى محللون عسكريّون، أنّ العدوّ يُوجّه رسائل عديدة إلى اللبنانيين، و”حزب الله” بشكل خاص، من أنّه قادرٌ على الوصول لكافة الأراضي اللبنانيّة، وقصفها، وحتّى “تسويتها بالأرض”، بحسب تعبير أحد وزراء الحرب في الحكومة الإسرائيليّة. ويُضيف المحللون أنّ التهديدات الإسرائيليّة غير واقعيّة، ويُراد منها فقط إستعراض القوّة الجويّة والعسكريّة لتل أبيب.
وحسب ما أورده موقع “Lebanon24″، يوضح المحللون العسكريّون أنّ إسرائيل لا تستطيع أنّ تخوض حرباً، أو أنّ تفرض قرارات دوليّة على لبنان و”حزب الله”، لأنّ هذا يعني إنفجار الوضع الأمنيّ بينها وبين “المقاومة الإسلاميّة”، في الوقت الذي تحثّ فيه الدول الغربيّة، وعلى رأسها الولايات المتّحدة الأميركيّة، على إيقاف الحرب في غزة، كيّ لا يتمدّد النزاع إلى لبنان، والإكتفاء بتبادل الأسرى.
ويُتابع المحللون ان إسرائيل ضعيفة، وقد أنهكتها الإنقسامات السياسيّة، وزادت المشاكل والتباينات بين نتنياهو والجيش الإسرائيليّ، وخصوصاً وأنّ أهداف العمليّة العسكريّة في غزة لم تنجح، وفشلت تل أبيب في تحرير أيّ من رهائنها لدى “حماس” بالقوّة، وقد خسرت البعض منهم، إضافة إلى مقتل جنودها أثناء مُحاولتهم إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، داخل الأنفاق.
ووفق المحللين، فإنّ تهديدات الإسرائيليين الهدف منها الضغط على اللبنانيين، لمطالبة “حزب الله” بوقف أعماله القتاليّة في جنوب لبنان، والتقيّد بالقرار 1701. ويلفتون إلى أنّ أيّ حرب مستقبليّة على لبنان، لن تقدر فيها نل أبيب على القضاء على قوّة “الحزب”، ولا على إنهاء دوره العسكريّ، وقد حاولت سابقاً في العام 2006 هذا الأمر، وفشلت، وضاعف الأخير من ترسانته الصاروخيّة، وتجهيزاته الحربيّة.
ولا يستبعدّ المحللون أنّ تزيد إسرائيل من وتيرة استفزازاتها أو عرض عضلاتها في الأجواء اللبنانيّة، وخصوصاً بعيداً عن المناطق الجنوبيّة، وهنا الحديث عن بيروت، وربما بلدات بقاعيّة وشماليّة، للقول إنّها حاضرة وجاهزة كيّ تطال ضرباتها مختلف الأراضي، وخصوصاً حيث الوجود الشيعيّ، والبيئة الحاضنة لـ”حزب الله”، التي نزحت من الجنوب، وهي حاليّاً في الضاحيّة الجنوبيّة بأغلبيتها.
ويقول المحللون إنّ تل أبيب تعمل على التأثير نفسيّاً على اللبنانيين، الذين يمرّون بضائقة إقتصاديّة خطيرة، وهي من خلال تهديداتها تُريد القول إنّها قادرة على تعميق مشاكل اللبنانيين، عبر تدمير البنى التحتيّة، من كهرباء وطرقات وجسور وشركات توزيع المياه، علماً أنّها متهالكة، وبحاجة لإعادة تأهيل وإصلاح، إضافة إلى أنّ فرض حصارٍ بحريّ وجويّ، من شأنه أنّ يحرم اللبنانيين من المواد الغذائيّة، وهكذا تكون قد ساوت لبنان بفلسطين.