كلّ السيناريوهات المطروحة للتسوية بين “حزب الله” وإسرائيل لا تزال في بداياتها..والحزب: “لسنا جيشاً لننسحب”
لا يزال الحديث عن تسوية بين اسرائيل و”حزب الله” في بداية بداياته، حسب ما أفادت به مصادر ديبلوماسية لـ “نداء الوطن”، ذلك لأنّ هذه التسوية مرتبطة بالوضع الإقليمي كلّه، وبمصير الحرب في غزة، فلا تسوية جنوب لبنان قبل ذلك، إذ إنّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله سبق أن أعلن أنّ فتح الجبهة الجنوبية هدفه «مساندة» غزة وحركة “حماس”، وبالتالي لن «يُطمئن» الاسرائيليين طالما الحرب على غزة و “حماس” مستمرّة بهذا العنف. وتشدّد هذه المصادر على أنّ أحداً لا يعرف ماذا سيحصل بعد أسبوع أو اثنين، والمعلوم حتى الآن، أنّ أحداً لا يريد حرباً كبيرة في المنطقة، باستثناء اسرائيل، وأنّ اسرائيل تهدّد بأنّها تريد إبعاد «حزب الله» عن الحدود، إن عبر التفاوض أو بالحرب.
وبالتالي، إنّ ما يُنقل عن تهديد فرنسي أو غيره لـ”حزب الله” بالانسحاب إلى جنوب الليطاني وإنشاء منطقة عازلة خالية من وجود عناصر «الحزب» في القرى الحدودية، وتطبيق القرار 1701، لا يزال، إذا صحّ، في إطار نقل التهديدات الاسرائيلية. إنّما ما هو ليس واضحاً بعد، وهو الأساس، ما هو العرض؟. وتشير المصادر الديبلوماسية نفسها إلى أنّ تعديل القرار 1701 أو تغييره أو أخذه إلى الفصل السابع، كلّها تتطلّب قراراً في مجلس الأمن يجب أن توافق عليه الدول الخمس، وسيُجابه أي قرار كهذا بفيتو من روسيا أو الصين أو كلتي الدولتين. وبالتالي هذه الطروحات لا تزال سابقة لأوانها، وكلّ السيناريوهات المطروحة لا تزال في بداياتها. فضلاً عن أي تسوية، إذا وافق «حزب الله» على الانسحاب من جنوب الليطاني، ستكون ضمن «باكيج»، يضمّ الخط الحدودي من كفرشوبا والغجر ومزارع شبعا، بحيث يجب أن تنسحب إسرائيل من هذه المناطق وعن الحدود أيضاً. وهذا يتطلّب أن توافق اسرائيل على ذلك وأن يسير «الحزب» بهذه التسوية، ما لم ينضج بعد. وحتى الآن، لا عرض جدّياً واضحاً، ولا تبيان للنية الإسرائيلية، بحسب المصادر نفسها. أمّا من جهة «حزب الله»، فتقول مصادر قريبة منه: لسنا جيشاً لننسحب.
في السياق، نقلت صحبفة “البناء” عن مصدر نيابي قوله إن الموقف الذي أعلنه الشيخ نعيم قاسم “أن حزب الله غير مستعدّ لسماع ومناقشة أيّ مقترحات حول الجنوب والقرار 1701 قبل وقف العدوان على غزة”، تبلّغه كل من المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والمبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين، ورغم ذلك يواصل البعض الكلام عن وجود مفاوضات يشارك فيها حزب الله ما استدعى الكلام العلنيّ للشيخ قاسم.