أربع لاءات تحكم الواقع جنوباً..وحزب الله يصرّ على إبقاء العدوّ متوتراً
أفادت مصادر ديبلوماسية بأن الموفد الأمريكي إلى لبنان “آموس هوكشتاين” عاد الى واشنطن من زيارته الاخيرة لبيروت، بقناعة مفادها انه لا تفاوض على ترتيبات او تسويات قبل وقف اطلاق النار في غزة، وهو موقف ابلغه حزب الله لكل الوسطاء. واليوم يعمل الاميركيون في الوقت الضائع على ابقاء حدود التوتر الحالي على هذه الجبهة ضمن الاطر القائمة حاليا، وثمة ضغط حقيقي على “الحكومة الاسرائيلية” لضبط النفس وعدم جر المنطقة الى صراع واسع قد يكون مكلفا للجميع.
في المقابل، توقف الضغط على الجانب اللبناني الذي قادته باريس، وبات اليوم اكثر عقلانية بطلب اميركي، ولم يعد المطلب راهنا إقناع حزب الله بالانسحاب من الحدود، بل الحصول منه على التزام واضح بالعودة الى “قواعد الاشتباك” القديمة عندما تضع الحرب اوزارها.
ووفق ما أوردته صحيفة “الديار”، فإن حزب الله لم يمنح “الوسطاء” اي اجابة واضحة حول نياتها في “اليوم التالي”، وابقى “الابواب” مشرعة على كافة الاحتمالات، لانه يرفض منح العدو اي التزام مسبق يمكن ان يريحه، فهو يصر على ابقائه متوترا وغير قادر على قراءة المشهد المقبل، خصوصا ان ما حصل بعد السابع من تشرين الاول قد يغير الكثير من قواعد “اللعبة” ليس في غزة ولبنان وانما في المنطقة، ولهذا فان حزب الله لا يجد نفسه ملزما بمنح اجوبة مجانية الآن، فيما لا تزال الحرب دائرة ودون هوادة. وبانتظار موزاين القوة الجديدة، فان الميدان سيبقى الكلمة الفصل في حرب المساندة، التي تتطور كما ونوعا وفقا لحسابات دقيقة مرتبطة بعوامل عديدة سياسية وميدانية على كامل مساحة المنطقة.
وفي الخلاصة، لا تطمينات “لاسرائيل”، ولا حرب كبرى، ولا تفاهمات قبل انتهاء حرب غزة، ولا خفض للتصعيد العسكري، اربع لاءات تحكم الواقع جنوبا في هذه المرحلة الصعبة، التي يفترض ان تتبلور في صيغتها النهائية خلال الاشهر الثلاثة المقبلة، وهو موعد ضربه احد كبار المسؤولين الخليجيين لاحد المسؤولين اللبنانيين، خلال رده على سؤال حول مستقبل الوضع الراهن، فكان الجواب ان مدة 90 يوما يعتبرها الاميركيون كافية جدا “للاسرائيليين” للاقتناع بمحدودية تحقيق العناوين الكبرى لحربهم، التي لا بد ان تتوقف خلال اسابيع، لتنطلق بعدها المحادثات الجدية حول “اليوم التالي”.