مصادر ديبلوماسية: الملف الرئاسي بيد لودريان وليس أي شخصية أخرى
لن تكون أزمة الشغور الرئاسي قابلة للتمديد بأي شكل من الأشكال في العام المقبل، وهو قرار بات محسوماً لدى الدول الخمس المؤلِّفة للجنة الخماسية التي تتابع الملف اللبناني، بحيث تتحدّث مصادر ديبلوماسية، أن حراك هذه الخماسية لن يكون قريباً جداً، بل سينتظر حتى ما بعد منتصف كانون الثاني المقبل، من أجل الترجمة على الساحة السياسية الداخلية، ومن خلال الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، والذي يأتي هذه المرة موفداً من اللجنة الخماسية وليس من إدارته في باريس، وسيطرح مبادرة تحمل عنوان الخيار الثالث على المستوى الرئاسي، ولكن وفق برنامج تحرّك مكثّف وهادف إلى تحقيق تقدّم عملي يسمح بوضع حدّ للأزمات التي نتجت عن استمرار الفراغ الرئاسي.
وبحسب المصادر الديبلوماسية نفسها، فإن الملف الرئاسي هو بيد لودريان الذي ما زال الوكيل الفرنسي الوحيد، وليس أي شخصية أخرى فرنسية، لا سيما وأنه استكمل كل المواصفات التي من المفترض توفّرها في الرئيس العتيد، والتي اجتمع عليها أعضاء اللجنة، وتوافقوا بشأنها مع غالبية الأطراف السياسية الداخلية، أي أن يكون مقبولاً من القوى المحلية، ويتخطى الإنشطار العامودي في لبنان، وقادر على إقامة علاقات مع الخارج والمحيط من دون أي حساسية أو تجاذبات، ويتمتع بالقدرة على الإلتزلم ببيان الخماسية في نيويورك.
ولكن الأوساط الديبلوماسية، تؤكد أن هذه المبادرة لا تحمل أية أسماء أو ترشيحات، بل أن التركيز فيها هو على البرنامج والمواصفات التي من الواجب أن تتوافر في الشخصية المرشّحة تحت إسم الخيار الثالث. معتبرة أن هذا الحراك الخماسي المتجدِّد على المستوى الرئاسي، يأتي بعد أشهر من الركود نتيجة قرار دولي وعربي بوجوب “عزل لبنان سياسياً من خلال الإنتخابات الرئاسية بعد عزله أمنياً على أثر التمديد لقائد الجيش لتفادي أي خربطة أمنية داخلية، مع العلم أن الترجمة لأي حراك رئاسي الذي يبدأ داخلياً، ويستكمل خارجياً لن تتحقق قبل وقف إطلاق النار في غزة”.
وبانتظار الأسبوع الثالث من كانون الثاني المقبل، تابعت الأوساط الديبلوماسية عينها، لا يبدو ممكناً على الأقلّ حتى اللحظة، الإتفاق على مساحة مشتركة بين الأطراف اللبنانية، وفتح باب الحديث عن فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية على قاعدة أن ما تحقّق عسكرياً يمكن أن يتحقّق رئاسياً، إنما ذلك يتوقّف على مدى استعداد فريق الممانعة التنازل عن خياره الرئاسي، وهنا لا تزال الصورة محكومة بعدة عناصر ولن تتبلور إلا بعد إعطاء الفرصة لمبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يستعد لتدوير محركاته الرئاسية لإعادة تحريك مسار التشاور الداخلي، وليس الحوار، بعدما تبدّلت داتا المواقف السياسية الداخلية تحت ضغط التحديات والمخاوف من أن يصبح العنوان الرئاسي خارج المشهد في اللحظة التي قد تنزلق فيها الجبهة الجنوبية إلى حرب شاملة.
المصدر: ليبانون ديبايت