مخزون الاحتياطي الحربي الأمريكي موجود في إسرائيل لماذا …؟
ألقت الحرب الدائرة في قطاع غزة الضوء على “مخزون الاحتياطي الحربي” الأمريكي الموجود في إسرائيل، حيث أثيرت علامات استفهام حول ما إذا كان يستخدم في هذه الحرب التي شنتها إسرائيل رداً على الهجوم الذي نفذته ضدها حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتداعيات المحتملة لهذا الاستخدام.
فما قصة هذا المخزون؟ ولماذا تحتفظ به الولايات المتحدة هناك؟ وما نوعية الأسلحة والذخيرة التي يحتوي عليها؟ وهل يستخدم بالفعل في الحرب الحالية التي تقول إسرائيل إنها تشنها على حركة حماس في قطاع غزة؟
“مخزون الاحتياطي الحربي” الأمريكي هو مجموعة من الأسلحة والذخيرة والمعدات الحربية وغيرها من المواد الخام التي يتم تخزينها مسبقا لاستخدامها عند الحاجة. وتختار الولايات المتحدة أماكن تخزين استراتيجية حيث تعتقد أنه سيكون هناك حاجة إليها في المستقبل.
وتحتفظ وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بمخزون احتياطي حربي في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما في الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكذلك بعض حلفاء واشنطن الرئيسيين من خارج الناتو، كإسرائيل (بموجب برنامج “مخزون الاحتياطي الحربي للحلفاء-إسرائيل” المعروف اختصارا بـ”WRSA-I”)، وكوريا الجنوبية (بموجب برنامج “مخزون الاحتياطي الحربي للحلفاء-كوريا المعروف اختصارا بـ “WRSA-K”)
وقد بدأ إنشاء المخزون الأمريكي في إسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي بغرض تزويد القوات الأمريكية بالإمدادات على وجه السرعة حال الحاجة إليها في أي صراع قد يتفجر مستقبلا في منطقة الشرق الأوسط. ولطالما أحيط ذلك المخزون بغطاء من السرية، حيث لا تعرف المواقع المحددة للمخازن ولا يعرف الكثير عن نوعية وأعداد ما يوجد بها من أسلحة وذخيرة ومعدات.
يقول الدكتور برايان فينوكن، وهو أحد كبار المستشارين بمجموعة الأزمات الدولية International Crisis Group في تصريحات لـ بي بي سي عربي إن “الحكومة الأمريكية لم تفصح عن حجم مخزون الاحتياطي الحربي للحلفاء-إسرائيل، فيما يتعلق بعدد الأسلحة والقنابل وقذائف المدفعية التي يحتوي عليها حاليا”.
ويعتقد مراقبون أنه أحد أكبر مخزونات الاحتياطي الحربي الأمريكية.
وفي يناير/كانون الثاني العام الماضي، أعلن الجيش الأمريكي أنه سينقل مئات الآلاف من قذائف المدفعية عيار 155مم من المخزون الموجود في إسرائيل وذلك الكائن في كوريا الجنوبية إلى الجيش الأوكراني.
وفي مقال نشرته وكالة بلومبرغ الإخبارية في نفس الشهر بعنوان “إرسال أسلحة غبية من إسرائيل إلى أوكرانيا خطوة ذكية”، قال المسؤول العسكري الأمريكي السابق اللواء بحري متقاعد جيمس ستافريديز إن المخزون “مليء بما يسمى ذخيرة غبية (أي تلك التي لا تحتوي على أنظمة توجيه غاية في الدقة) مثل القذائف عيار 155 مم والآلاف من `القنابل الحديدية` التي يتم ببساطة إسقاطها من الطائرة ويترك الباقي للجاذبية”، مضيفا أن “أحد أسباب ارتياح إسرائيل لخطوة سحب قذائف 155مم هو أنها ستفسح المجال أمام ذخيرة موجهة بدقة، وهو بالأساس ما تستخدمه القوات الجوية الإسرائيلية”.
وكتبت صحيفة الغارديان نقلا عن مسؤولين أمريكيين سابقين مطلعين على المساعدات الأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل أن مخزون الاحتياطي الحربي الأمريكي الموجود في إسرائيل يمكّن واشنطن من نقل الأسلحة بطريقة سريعة إلى قوات الدفاع الإسرائيلية، كما أنه “يقي تحركات الأسلحة الأمريكية من الرقابة الشعبية ورقابة الكونغرس”.
كان البيت الأبيض قد طالب الكونغرس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالسماح له بأن يمنح إسرائيل أنواعا من الأسلحة كان محظورا نقلها في السابق، وكذلك برفع مؤقت للقيود المفروضة على القيمة الكلية لاحتياطي الأسلحة الموجود في إسرائيل، وإعطاء البنتاغون المزيد من المرونة لنقل أسلحة وذخيرة إلى إسرائيل.