باريس لم تتخلَّ عن فرنجية..وماكرون شخصياً طالب السعودية بإعادة الاهتمام بالملف اللبناني
أشارت صحيفة “الجمهوريّة” إلى أنّ “القراءات والاجتهادات تعدّدت بعد مبادرة “اللجنة الخماسية” الى إعادة تفعيل دورها على مستوى سفرائها المعتمدين في بيروت (اميركا، فرنسا، السعودية، قطر، ومصر)، في ما بَدا انها محاولة لتحويل التهديد الى فرصة، بمعنى الانطلاق من مخاطر الوضع على الحدود الجنوبية والمخاوف من احتمال التدحرج الى حرب واسعة، للضغط في اتجاه التعجيل في انتخاب الرئيس تحسّباً أو استباقاً لكل الاحتمالات المستقبلية”.
وأكّد مصدر واسع الاطلاع في اللجنة الخماسية لـ”الجمهوريّة”، انّ “خمس قواعد تحكم تحرّك “الخماسية” في هذه المرحلة، وهي الآتية: موقفنا موحد، ليس لدينا مرشح محدد، لا فيتو على مرشح، مهمتنا مساعدة اللبنانيين على انتخاب الرئيس وليس اختياره بالنيابة عنهم، والوضع طارئ ويستوجِب الاستعجال في انتخاب الرئيس وبالتالي فصل الحرب في غزة عن الملف اللبناني”.
وأوضح انه “جرى إبلاغ القيادات اللبنانية بهذه المرتكزات، ومن ضمنها رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال اللقاء الذي جَمعه بالسفراء الخمسة منذ فترة”، مشيرًا إلى أنه “يتم خلال اجتماعات سفراء “الخماسية” فيما بينهم، التي كان آخرها امس الأول في قصر الصنوبر، معالجة اي فروقات في الموقف، وتثبيت القواسم المشتركة التي تجمعهم للبناء عليها في مقاربة موحدة للاستحقاق الرئاسي”.
ولفت المصدر إلى انه “تبيّن بعد جلسة حزيران في مجلس النواب، تعذُّر انتخاب ايّ من المرشحين الاثنين المتنافسين رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية والوزير الأسبق جهاد أزعور، ولذلك نظنّ انه لا بد من البحث عن خيار ثالث يحظى بتأييد أغلب الكتل في مجلس النواب”.
وركّز على أنّ “باريس لم تَتخلّ عن سليمان فرنجية، بل انّ جزءاً من القوى اللبنانية هي التي رفضت انتخابه”، كاشفاً انّ “الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تدخّل شخصياً لدى السعودية لتُعاود الاهتمام، ولو ضمن الحد الأدنى بالملف اللبناني”.
كما شدّد على أنّه “على اللبنانيين أنفسهم انتخاب الرئيس، ومهمتنا الحصرية هي المساهمة في تأمين الظرف المناسب لذلك”، مبيّنًا أنّ “بعض الجهات يصرّ على الحوار المسبق، والبعض الآخر يتمسّك بعقد جلسات انتخاب متتالية، وما نفعله اننا نحاول تدوير الزوايا وإيجاد قواسم مشتركة بين هذين الطرحين”.
وأشار المصدر الى “مسعى يُبذل من أجل إيجاد شكل من أشكال التشاور بين القوى اللبنانية، ما دام انّ لدى جزء منها تحسّساً حيال الحوار المباشر والموسّع”، مؤكّدًا أنّ “أيّ مشروع حل يجب أن يتضمن الدعوة في نهاية المطاف إلى جلسات انتخاب متتالية حتى ولادة الرئيس”.
واعتبر أنه “ليس مضموناً انّ اي تفاهم أميركي- إيراني مُفترض مستقبلاً، خارج نطاق “الخماسية”، سيكون بالضرورة مفيداً للبنان الذي ليس معروفاً أين يمكن أن يكون موقعه في مثل هذا الاتفاق”، مضيفًا: “من يظن انّ مهمة “الخماسية” فشلت ولا يجب التعويل عليها، نسأله: ما هو البديل عنها لمساعدة اللبنانيين على انجاز الاستحقاق الانتخابي؟ لا أحد، فلبنان ليس ضمن أولويات الدول”.