إيران تريد استعادة «هيبة الردع»
ستة أشهر مضت على حرب غزة وليس في الأفق ما يبشّر بحصول وقف لإطلاق النار في الأيام القليلة المقبلة. لم يكن أحد ليتصور يومها وفق أسوأ السيناريوهات، أن تخوض إسرائيل هذه الحرب الطويلة وبهذه الوتيرة العالية من المجازر اليومية ومن دون رادع دولي حقيقي وصارم.والثانية، وتتعلق بالحساسية الكبرى حول العنصر البشري والخسائر في صفوف الجنود، وبطبيعة الحال مصير الأسرى.
لكن المفاجأة أنّ هذه الحرب شهدت تجاوزاً لهذين «العيبين». فالحرب التي تدخل شهرها السابع لا تزال تشكّل مطلباً شعبياً لاستمرارها ضدّ آخر معقل لـ»حماس» في غزة، وأيضاً ضدّ «حزب الله» في جنوب لبنان لإبعاده عن الحدود.
ذلك أنّ عملية «طوفان الأقصى» هزّت الكيان الإسرائيلي في العمق وأظهرت هشاشته، ما ولّد شعور الخوف على الوجود لدى الإسرائيليين، وهو ما سيبقى راسخاً لعقود طويلة، ودفعهم لتجاوز كل محرماتهم لصالح «الحرب الوجودية» التي يخوضونها كما يعتقدون.
والمقصود من هذه المقدّمة الإضاءة بشكل أفضل على التكهنات الدائرة حول مآل الحرب في رفح وأيضاً في لبنان. وبالتالي فإنّ الاعتقاد بأنّ الضغوط الأميركية الهائلة التي تقوم بها إدارة بايدن على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب ستؤدي غايتها إنما هو اعتقاد خاطئ.
كان التقييم الدائم للقوة العسكرية الإسرائيلية بأنّها متميزة من الناحية التكنولوجية المتطورة، ولكنها مشوبة بنقطتي ضعف أساسيتين. الأولى بأنّ تركيبتها الإجتماعية والإقتصادية تمنعها من خوض حروب طويلة تتجاوز الشهرين كحدّ أقصى، كون التعب سيحل سريعاً على مجتمعها، إضافة الى الضرر الكبير الذي سيصيب عجلتها الإقتصادية، والتي تُعتبر الركن الأساسي في بنيانها القومي.