تطبيق الـ1701 بالديبلوماسية أو بالحرب!
لم يخرج التصعيد على الجبهة الجنوبية من دائرة معادلة “الإشغال” التي يبقى محصوراً فيها رغم تخطي الإعتداءات الإسرائيلية قواعد الإشتباك في الأيام القليلة الماضية. ويعتبر في هذا الإطار الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد خالد حماده، أن لا جديد كما ما من مرحلة جديدة على هذه الجبهة، حيث أن ارتفاع وتيرة المواجهات والعمليات، لا يتخطى نطاق الردّ والردّ المضاد، كاشفاً أن أي عمل عسكري إسرائيلي كبير ضد لبنان “غير مُتاح” أميركياً حتى هذه اللحظة، في ظل بدء موسم الإنتخابات في الولايات المتحدة الأميركية.
وفي السياق، يكشف العميد حماده ل”ليبانون ديبايت”، عن توالي رسائل التحذير والإنذارات الديبلوماسية إلى بيروت، عبر الموفد الأميركي آموس هوكستين أو غيره من الديبلوماسيين، بأن لبنان مقبل على توتر في الجنوب، وربما قد تخرج الأمور عن السيطرة.وبرأي حماده، فإن الأميركيين سيعطون الضوء الأخضر لإسرائيل ولكن ذلك لن يحصل طالما أن الوضع في غزة لم يصل بعد إلى مرحلة التسوية والترتيبات المعينة، وبالتالي يبقى من المتوقع زيادة الضربات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان، لافتاً إلى الغارات الأخيرة على منطقة بعلبك.
ومن هنا، “لا يمكن إنكار أن لبنان هو في حالة حرب حقيقية، ولم يعد من مناطق بعيدة عن الغارات الإسرائيلية” برأي حماده، الذي يؤكد وصول الوضع إلى مرحلة ما قبل إطلاق الحرب الكبرى، وبأن ما يجري حالياً من تصعيد “لن يتوقف”، بصرف النظر عن ربط جبهة الجنوب بغزة.
ويكشف حماده أن واشنطن لا تربط لبنان بغزة ولا تعتقد بوجود علاقة للبنان بالصراع العربي الإسرائيلي طالما أن هناك اتفاقية هدنة بينه وبين إسرائيل والقرار الدولي 1701، حيث أن الصراع اليوم يتمحور حول طريقة تطبيق القرار 1701 فقط، والتي قد تكون من خلال الحرب والدمار ومرحلة أيام صعبة، أو من خلال الديبلوماسية.
وبالنسبة للأميركيين، يشدد حماده على أن كل ما يحصل في الميدان، لن يؤثر على صيغة الحل في الجنوب والتي تبقى محصورةً بالقرار 1701 الذي سينفذ بالنهاية، وستتم العودة إلى ما قبل 7 تشرين الأول الماضي، إمّا عسكرياً وإمّا ديبلوماسياً.