تصريح صادر عن المديرة الإقليمية لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر حول اليوم العالمي للطفل 2024
“في اليوم العالمي للطفل، نحيي الوعد الذي قطعناه لكل طفل – لدعم حقوقه والحفاظ عليها، وحماية مستقبله ورعاية إمكاناته.
“قبل 35 عامًا، تم اعتماد هذه الوعود في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل. وقد اعترف قادة العالم بحقوق الأطفال الفريدة والمتأصلة والتزموا بدعمها.
“قبل 34 عامًا، انضممت إلى اليونيسف. من السودان ونيبال وكوت ديفوار وأفغانستان إلى سيراليون والهند وإثيوبيا، والآن بصفتي المديرة الإقليمية لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كان لي الشرف المطلق بقضاء حياتي في العمل من أجل حقوق الأطفال.
“قبل تقاعدي يوم غد، كنت أفكر في هذه العقود الماضية. لقد عملت في الوقت الذي أصبحت فيه اتفاقية حقوق الطفل أكثر معاهدات حقوق الإنسان التي تم التصديق عليها على نطاق واسع في التاريخ، حيث أيدتها 196 دولة. ثم شهدت بنفسي أن العديد من تلك الدول تتجاهل بشكل صارخ هذه الاتفاقية الدولية المهمة.
“أتقاعد فخورة بالتقدم الذي أحرزناه عبر تلك الدول والكثير من الدول الأخرى، ولكنني أغادر أيضاً خائفة من تدهور الوضع بالنسبة للأطفال، وخاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
“إنّ البيانات صادمة، وتسلط الضوء على الحاجة المستمرة إلى جهود مكثفة لدعم حقوق الأطفال وتحسين أفق مستقبل أفضل لجميع الأطفال في المنطقة. على سبيل المثال:
هناك 198 مليون طفل في هذه المنطقة. تقدّر اليونيسف أنّ حوالي ربعهم يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة.
يعيش 9 من كل 10 أطفال في المنطقة في أماكن تعاني من مستويات عالية أو عالية جداً من الإجهاد المائي، وتتفاقم بسبب تغير المناخ.
في كل عام، تُجبر 700 ألف فتاة على الزواج في سن الطفولة.
إن حوالي 17 مليون طفل خارج المدرسة، و63 في المائة من الأطفال في سن العاشرة في المنطقة غير قادرين على قراءة وفهم نص بسيط، مما يسلط الضوء على أزمة تعليمية حادة.
يعاني واحد من كل ثلاثة أطفال من شكل واحد من أشكال سوء التغذية على الأقل.
ملايين الأطفال لاجئون أو نازحون داخليا. لا يعكس هذا احتراما جماعيا لحقوق الأطفال.
علاوة على ذلك، جلب هذا العام أعمال عنف مدمرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط – بما في ذلك في السودان ولبنان ودولة فلسطين – بينما تستمر النزاعات المطولة في سوريا واليمن. الأطفال هم الضحايا الرئيسيون في هذه النزاعات، ويتعرضون للقتل والإصابة والمعاناة التي لا يمكن تصورها، والنزوح والصدمات. دُمّرت العديد من المدارس والمستشفيات والبنى التحتية الأساسية التي يعتمدون عليها، مما تركهم بدون المساحات وأنظمة الدعم التي يحتاجون إليها للنمو والازدهار. يُجبر آخرون على العمل، أو يُجندون من قبل الجماعات المسلحة، أو يُزوَّجون في سن مبكرة للغاية، وكل ذلك من أجل البقاء على قيد الحياة في ظروف خارجة عن إرادتهم.
“إن كل طفل محروم من الأمان والدعم هو فرصة ضائعة للمنطقة للتحرك نحو مستقبل سلمي ومستقر. إن كل فصل دراسي مدمر، وكل لقاح يُفوَّت، وكل لحظة عنف أو إساءة تجعلنا أبعد عن رؤية عالم ينمو فيه كل طفل في بيئة آمنة ولديه فرصة عادلة للوصول إلى إمكاناته.
“يواجه هذا الجيل تحديات كافية كما هو الحال. ولكن يكشف تقرير ’حالة أطفال العالم‘ الصادر عن اليونيسف اليوم كيف ستؤثر ثلاثة توجهات عالمية كبرى – التغير الديموغرافي، وأزمة المناخ والبيئة، والتقنيات المتقدمة – على حياة الأطفال في عام 2050 اعتمادًا على الخيارات التي يتخذها قادة العالم، أو يفشلون في اتخاذها، اليوم.
“في مواجهة هذه التحديات العديدة، تضاعف اليونيسف وشركاؤنا الجهود للوصول إلى الأطفال الأكثر هشاشة بالمساعدة المنقذة للحياة. وهنا أجد الأمل. في لطف وضحك وابتسامات الأطفال الذين نجوا من مصاعب لا يمكن تصورها. لديهم رؤية وأمل للمستقبل؛ يجب أن نبذل قصارى جهدنا للاستماع إليها واحترامها. أجد أيضًا الأمل في التزام زملائي في اليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين يواصلون العمل على إدراك حقوق الأطفال المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل دون خوف وبكل عزم.
“لم تتعرض حقوق الأطفال في أي وقت مضى منذ اعتماد اتفاقية حقوق الطفل قبل 35 عامًا للخطر إلى هذا الحد. نحن نحث جميع القادة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأولئك خارجها ممن لديهم تأثير في المنطقة، على التحرك الآن لحماية الأطفال وحقوقهم. يتعين على جميع الأطراف في مناطق النزاع احترام القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان، بما في ذلك حماية الأطفال، وضمان تدفق المساعدات المنقذة للحياة، وإنهاء الهجمات على المدارس والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية.
“في يوم الطفل العالمي هذا، دعونا نعزز عزمنا على الدفاع عن حقوق الأطفال وضمان تنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها البلدان على مدى السنوات الخمس والثلاثين الماضية، وأن تكون هناك مساءلة حقيقية عن انتهاكات حقوق الأطفال، وأنّ كل طفل في هذه المنطقة، والعالم، يعرف أننا نفي بوعدنا لهم”.