مجلة أمريكية تكشف كيف يمكن للسعودية استخدام نفوذها في غزة
قالت مجلة “Foreign Policy” الأميركية إن “السعودية تقود جهدًا دبلوماسيًا يهدف إلى توليد خطاب دولي يشكك في شرعية العدوان الإسرائيلي على غزة، والغطاء الدبلوماسي الأميركي الذي يستخدمه. ولا ترفض النخبة الحاكمة السعودية حجة الدفاع عن النفس الإسرائيلية فحسب، بل إنها تتجه أيضا إلى الهجوم الدبلوماسي. ويرأس وزير الخارجية السعودي لجنة دبلوماسية مفوضة من جامعة الدول العربية ومنظمة الدول الإسلامية للقيام بجولة في مختلف العواصم الدولية والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار”.
ورأت المجلة أن “السعوديين يستخدمون أيضاً أداة دبلوماسية أخرى وهي الصمت. إن رفضهم الصريح لأي نقاش سياسي قبل وقف إطلاق النار يولد أيضًا ضغوطًا من خلال عدم السماح لإسرائيل بأفق سياسي واضح بعد الحملة الانتخابية. وكما قال وزير الخارجية السعودي: “ما هو المستقبل الذي يمكن الحديث عنه عندما يُقتل العشرات كل يوم”. ولدى النخب الحاكمة السعودية سبب آخر لتجنب أي نقاش حول “اليوم التالي”، ويعتقدون أن طرح هذه الفكرة لن يساعد في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وفي الواقع، غالباً ما يطلق على نتنياهو لقب “سيد التدوير”، ويعلم السعوديون أنهم إذا بدأوا أي نقاش سياسي حول اليوم التالي، أو حتى وضع افتراضات حول السيناريوهات المستقبلية، فمن المؤكد أن هذا سوف يفسح المجال أمام ميول نتنياهو المتقلبة”.
وبحسب المجلة، “تتمتع الرياض بنفوذ حقيقي عندما يتعلق الأمر بالتمويل، فلن تتمكن إسرائيل أبدًا من مجاراة القدرة المالية للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، فاقتصادها يعاني، وبحسب أحد المصادر، فإنه يخسر 600 مليون دولار أسبوعياً خلال هذه الحملة. ويشير تقرير آخر إلى أن البنك المركزي الإسرائيلي يدعي أن تكاليف الحرب من عام 2023 إلى عام 2025 ستصل إلى 53 مليار دولار. وهذا على وجه التحديد ما يمنح السعوديين ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية النفوذ، حيث يمكن استخدام أي جهود لإعادة الإعمار لدفع إسرائيل نحو عملية سلام حقيقية. وإلا فإنها لن تكون سوى مسألة وقت حتى تجد المنطقة نفسها في نفس الوضع مرة أخرى، إن لم يكن أسوأ”.
ورأت المجلة أنه “نظراً لطبيعة هذا الصراع وتعقيده، لا يوجد زعيم واحد يمكنه تولي المسؤولية، بل هناك عدد قليل من القادة الذين يمكنهم التأثير على الوضع باستخدام نفوذهم في عملية متجانسة ومنسقة. ومن غير المرجح أن نفترض أن السعوديين سيتولون زمام الأمور، على الرغم من السياسة الخارجية القوية التي تنتهجها المملكة في الآونة الأخيرة. المشكلة في عملية السلام السابقة هي أنها أثبتت أنها محكوم عليها بالفشل بنيوياً، نظراً للتفاوت الكبير في السلطة بين الفلسطينيين وإسرائيل والمدافعين عنها في واشنطن”.