اتصالات خلف الكواليس تمهيدا لحراك بري المرتقب على خط الشغور الرئاسي
كشفت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ هناك اتصالات جارية بعيداً عن الاضواء بين بعض المرجعيات والقيادات السياسية من شأنها ان تمهّد الاجواء للحراك الذي ينتظر ان يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري على جبهة الاستحقاق الرئاسي. ودعَت المصادر الى رصد المواقف المرتقبة في الايام المقبلة ومطلع السنة، ومنها المواقف التي سيعلنها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مطلع الاسبوع المقبل في الذكرى السنوية لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني، وذلك من اجل استكشاف طبيعة المرحلة المقبلة بشقّيها الداخلي والاقليمي.
وكانت عطلة عيد الميلاد المجيد قد حفلت بتوترات شديدة في قطاعات الجنوب الشرقي والاوسط والغربي، ترافقت مع جمود سياسي خَرقته أمس زيارة وفد من قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة “اللقاء الديمقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بنشعي في حضور النائب طوني فرنجية وقياديين من المردة. وبحسب تصريحات النائب فرنجية الابن والنائب اكرم شهيّب كان هناك تباين حول بعض الامور “التي لا تفسد للود قضية ولا تقطع التواصل”.
وعلمت “الجمهورية” من مصادر الحزب الاشتراكي انّ زيارة جنبلاط تأتي من ضمن اللقاءات التي يعقدها مع القوى السياسية في سياق سياسة الانفتاح والحوار للتوافق على ما أمكَن من ملفات تساهم في حلحلة الازمات القائمة، لذلك شمل البحث كل المواضيع القائمة وليس فقط موضوع تعيين رئيس اركان الجيش واعضاء المجلس العسكري. بل مواضيع التوتر في الجنوب وحرب غزة ورئاسة الجمهورية والوضع الاقتصادي والمعيشي إضافة الى امور اخرى.
واكدت المصادر انّ إثارة موضوع تعيين رئيس للأركان كان في سياق الحديث وليس حصراً، وان لا مشكلة في المبدأ لدى المردة بالتعيين في مجلس الوزراء اذا حصل توافق وذلك من اجل انتظام عمل المؤسسة العسكرية ومتابعة مسؤولياتها الوطنية خصوصاً في ظروف الوضع الامني والجنوبي ونحن ايضا مع التوافق، لكن اولوية تيار المردة ما زالت رئاسة الجمهورية، وهنا كان مَكمن التباين إذ بقي موقف جنبلاط نفسه من المرشحين للرئاسة مع الاقرار بأنّ سليمان فرنجية مرشح طبيعي للرئاسة.
واشارت المصادر الى “انّ التوافق على ان ملء الشغور يجب ان يُطاول كل المؤسسات بدءاً من رئاسة الجمهورية وصولاً الى كل الادارات بما فيها الجيش وحاكمية المصرف المركزي. وان تيار المردة يفضّل إجراء التعيينات في ظل رئيس للجمهورية ولكنه قد يخرق القاعدة في حال الضرورة كحالة الشغور في الجيش”.