مجازر تحت الظلام: العدو «يبخّر» أجساد الغزيين
سقط أكثر من 100 شهيد خلال اليومين الماضيين، في مجزرتين جماعيتين نفّذتهما قوات الاحتلال في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إلا أن الأخبار والمعلومات الكاملة عما حدث لم تصل سوى ظهر أمس. فالمعلومات من المناطق المحاصرة شحيحة، لأن القنابل الثقيلة تنهال على المنازل المأهولة في وسط الظلام، أي في وقت لا يستطيع فيه أحد من الجيران أو الطواقم الطبية التي تتحرّك مشياً على الأقدام، الوصول إلى المكان المستهدف لاستجلاء الموقف.
هكذا، سقط أكثر من 50 شهيداً في قصف استهدف منزل المواطن أبو المعتز أحمد في مشروع بيت لاهيا، وفقاً لما قاله أحد أقرباء صاحب المنزل، الذي أضاف في منشور على صفحته على «فيسبوك» أن «أحداً لم ينجُ من المجزرة» التي مسحت عائلة ممتدة بأكملها من السجل المدني. وأمس أيضاً، جدّد جيش العدو غاراته على عدد كبير من المنازل المأهولة. وكانت عائلة البابا في مدينة بيت لاهيا، واحدة من العائلات المحظوظة التي سمع الناس صراخ من بقي حياً منها منذ اللحظة الأولى. وحينما وصل الجيران لانتشال الشهداء والمصابين، أغارت طائرات الاستطلاع على عربة استقدمت لإجلاء المصابين، فاستشهد الأخيرون ومن جاء يسعفهم. ووفقاً لما أكدته مصادر محلية، فإن العشرات من الشهداء يقضون يومياً في غارات مماثلة، من دون أن يسمع عنهم أحد، أو يصل أحد لانتشالهم أو دفنهم.
أما الجديد الذي يتحدّث عنه الأهالي، فهو استخدام أسلحة غريبة وغير تقليدية، تتسبّب في تبخر أجساد الشهداء، حيث المئات من الشهداء الذين يؤكد الأهالي أنهم كانوا في الأماكن المقصوفة، ولم يُعثر لهم على أي أثر. وبحسب الدكتور منير البرش، وهو مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن «إسرائيل تجرب فينا أسلحة لا نعرفها، حيث تلقي قنابل تُحدث أصواتاً مرعبة جداً، وحينما يقترب أحد من الحيّز الجغرافي الذي انفجرت فيه في قطر 300 متر، يتبخر تماماً».
ويضيف البرش أن «المجازر التي تحصل في شمال القطاع لا نعرف عنها شيئاً، ولا أحد يستطيع الوصول إلى المناطق المستهدفة. يقوم جيش العدو بقصف مربعات سكنية ما يؤدي إلى ارتقاء جميع سكانها، ونعرف عنهم بعد يوم أو يومين (…) أما الأسلحة المستخدمة، فهي تحوّل البنايات السكنية إلى قطع صغيرة وفتات، ونحن نحتاج إلى لجنة تحقيق دولية حتى تكشف ما تفعله إسرائيل بنا».